أخر الاخبار

الحولي ينطح وغاز يحرق في المتاجر والمواطن عاجز عن شراء أضحية العيد


أوصلت السياسات الحكومية المواطنين إلى معادلة غريبة، حولي ينطحهم في السوق وغاز يحرق في المتاجر. غلاء فاحش يعم كل المواد 


ووصل مسلسل رفع الدعم من البنزين والديزل إلى غاز البوتان. إننا نقطف نتيجة السياسات، خصوصا سياسة حكومة الباطرونا الحالية والتي تمنح الفتات للفقراء على شكل إعانات زهيدة جدا، وتمنح الفرص للبورجوازية، فيما ترفع الضرائب والأسعار على الطبقات الاجتماعية المتوسطة وهي المحرك المحوري للدورة الاقتصادية في كل بلد. 

عندما ينتخب الشعب حكومة ما، فهي ملزمة بتطبيق برامجها، وبرامج الباطرونا كانت واضحة ومصرح بها والأحرار منسجمون دائما مع ذواتهم، فهم يقدمون أنفسهم منذ تأسيس الحزب على أنهم مع تحرير السوق والأسعار والدرهم والممتلكات العامة والمستشفيات وصندوق المقاصة ومع ثقب الجيوب وتحرير مدخرات المواطن المتقشف. لكن هل كان أمام الشعب بديل في ظل تشابه العروض والسياسات، وفي ظل الوعي الزائف الذي يطغى. نحن الآن نقطف ثمار السياسات المنتهجة. أسعار الأكباش تفوق القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة، فهل يستطيع مواطن يشتغل ب4000 درهم شهريا شراء كبش متوسط الحجم بثمن يفوق 4000 درهم، وكيف له أن يسدد فواتير الماء والكهرباء والهاتف ومستلزمات البيت وضرورياته. الحولي في سوق الماشية لم يعد ينطح بقرونه، بل صارت له قرون تنطح المواطنين عن طريق الباعة والشناقة والسبايبية، وبعض الشناقة والسبايبية سماسرة لا يرحمون، يستغلون الظرفية في ظل عدم وجود مراقبة، وحتى لو وجد سوق للماشية فهو على مقاس الحكومة البورجوازية، حولي يباع بالكيلوغرام بوزنه في الميزان وبالقروض البنكية لمن شاء تماما كشراء الشقق السكنية والسيارات ومواد التجهيز المنزلي، وهي سياسة " اشتري منا نحن أصحاب المتاجر والمقاولات الكبرى لا من غيرنا من التجار الصغار". شيء مخجل وأمر فظيع وفشل يسائل المسؤول الأول عن مخطط المغرب الأخضر السيد أخنوش.

هذا جانب، من جانب آخر، يجب على سكان البادية خصوصا بوادي الشمال تغيير نمط تفكيرهم ، وإحداث ثورة وانقلاب في طريقة إنتاجهم للثروة. فمادام أن كل المواد الغذائية واللحوم قد ارتفعت أثمانها بشكل مهول، زيت الزيتون والمواشي والثمار، فلماذا لا يتم التركيز على الاستثمار في هذه الأشياء عوض البقاء حبيسي فكرة الكيف. أكيد أن الماشية تحتاج لعمل دؤوب وتعب ولن تترك لصاحبها الوقت الكافي للعب لعبة النرد والپارشي، لكنها لن تجعل صاحبها فقيرا يشتكي ويستدين. قد تكون هناك معيقات مثل أسعار الأعلاف ولكن المعيق الأول هو نمط التفكير،  أن تزاول مهنة شاقة ومتعبة في ظل العالم الرقمي والحياة المدنية وعالم تسيطر فيه المظاهر.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-